قلق وتوتر يسيطر علي منزل يارا ياسر طالبة الثانوية العامة قبل بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة بساعات .
وهذا القلق لايقتصر علي منزل طالبة واحدة او اسرة واحدة بل مئات الالاف من الاسر المصرية بكل محافظات مصر. ولم يعد الامر يقتصر علي الخوف او القلق من بعبع الثانوية العامة ولكن الامر تحول الي كابوس يسيطر علي الجميع تلاميذ واولياء امور. وتفاصيل الواقعة ان يارا طالبة متفوقة جدا وخلوقة ومحبة لاسرتها بشدة واسرتها كلها علي مستوي تعليم جيد ولها اخ اكبر بكلية الهندسة وشقيقة صغري متفوقة ايضا.
والاسرة لم تبخل عليها بشيء وهو ماجعل احساسها بالمسئولية غير عادي وكانت شديدة التوتر والقلق وانتابتها حالة من الرعب والقلق وكان ذلك شعور دائم بكل الامتحانات .
وشعرت يارا بانها لاتتذكر اي معلومات ونسيت المنهج واخبرت صديقتها بذلك وبكت بشدة ليلة الامتحان وقالت لصديقتها انا خلاص هضيع حلم اهلي فيا وقد اشتري والدها لها شقة قريبة من سكنهم بالاسكندرية واخبرهم بانها ستكون عيادة للدكتورة يارا كنوع من التحفيز لابنته لتحقق حلمها بالالتحاق بطب الاسنان كما تتمني.
ولكن حدث مالم يتوقعه احد بعد اكتشاف اهل يارا عدم ذهاب ابنتهم للامتحان واختفائها وبعد بحث بلجان الامتحانات والمدارس والعودة الي منزلهم يستفيق الجميع علي صرخات الجارة بالدور الاول والتي شاهدت جثة يارا ملقاة بمنور العقار.
وما يستوقفني في هذه القصة الحزينة والتي اصبحت تتكرر كل عام في امتحانات الثانوية العامة عدة اشياء وهي:-
اولا: بعبع الثانوية العامة الذي يرعب مصر باكملها تلاميذ واهاليهم ويعيشون في توتر فظيع وذلك سببه ثقافة مغلوطة وهي مصطلح كليات القمة ويضعون اولادهم تحت ضغط نفسي رهيب وخوف شديد يؤدي بهم الي الانتحار بالنهاية في بعض الحالات.
ثانيا: ان المستقبل بيد الله وان النجاح ليس له كلية باسمها ولكن الاجتهاد والمثابرة والتميز هم اساس النجاح…فربما يدخل تلميذ كلية او حتي معهد فني او عالي ويتفوق فيه وينجح ويكون افضل عشرات المرات من تلميذ دخل كلية طب او هندسة وتخرج وهو طبيب عادي او مهندس تقليدي لم يحقق شيئا.
ثالثا: ارجو من اولياء الامور اعطاء الفرصة لاولادكم لدراسة مايحبون والتخصص فيما يرغبون دون ضغط من الدكتور علي ابنه ليصبح طبيبا او من الضابط ليصبح ابنه ضابطا وهكذا …
اعطه حرية الاختيار ودراسة مايحب وشجعه واطلب منه التميز والتفوق حتي باقل الكليات مجموعا وسوف تجد نموذج رائع للنجاح والتفرد كمحامي شهير او محاسب متمكن او علامي رائع او فني مميز وهكذا.
رابعا: ضرورة التنشئة الدينية للابناء وتعريفهم ان جميع الاقدار بيد الله وان كل ارادة الله خير ولايوجد ابدا مايستحق الانتحار والموت كفرا وخسارة الدنيا والآخرة.
خامسا: تخفيف الشحن والضغط الاعلامي وتغيير النظام التعليمي العقيم والمناهج التي ترهق اولادنا بل واصبحت الان تزهق ارواحهم!!
واخيرا اقدم التعازي لاسرة الفقيدة واسال الله ان يلهمهم الصبر والسلوان وان يحفظ اولادنا جميعا ويوفق جميع الطلاب.